شاع في الآونة الأخيرة استخدام مصطلح البناء المُستدام وهو يُعتبر من المُصطلحات المُستخدمة للتعبير عن البناء الأخضر، ويُشير إلى تصاميم يتم فيها مُراعاة التشييد والبناء وإعادة التدوير لمواد البناء بطريقة مستدامة وأكثر فاعلية في الحفاظ على البيئة المُحيطة بالبناء، وتعود أهميته إلى المبادئ والإرشادات الأولية الموضوعة حول التخطيط الأخضر وهي تلك التوصيات والبنود والتوجهات العامة التي تحاول الحفاظ على مكتسبات البيئة الطبيعيّة وتوفير قدر أكبر من الحماية لها وتشجيع التخطيط الأخضر في الحفاظ على دورة حياة المبنى أو المُنشأة أو العمارة وصيانة كافّة مرافقها وأجهزتها الميكانيكيّة.
إدارة مياه الأمطار
عند حلول موسم الشتاء تتدفق مياه الأمطار في المصارف وأنظمة الصرف الصحي، الأمر الذي يضر بمنسوب المياه الطبيعيّة، فباستخدام الإستراتيجيّات الصحيحة للمباني المستدامة يُمكن أن تخفف من هذه المشكلة، حيث يمكن لطرق إدارة مياه العواصف التقاط الجريان السطحي ودمجه ببطء في الأرض لتجديد منسوب المياه الجوفية مما يقلل من مخاطر الفيضانات.
المناظر الطبيعيّة الأصلية
يُعد إحاطة المبنى بالنباتات المحلية هي طريقة من طرق بناء المنازل المستدامة، حيث يُمكن للأشجار والنباتات من المنطقة المُحيطة التعامل مع المُناخ بالفعل، الأمر الذي يُلغي أي رعاية وصيانة إضافية، كما أن المناظر الطبيعيّة الأصلية قد تقلل من احتياجات التسميد والري وبالتالي قد يقلل من استخدام المياه، ويمنع دخول أي من المواد الكيميائيّة الضارّة إلى الغلاف الجوي وإمدادات المياه.
استخدام الطاقة المتجددة
يعد استخدام الطاقة المتجددة من الأمور التي تعمل على التقليل من الإنبعاثات والإستخدام الزائد للطاقة، ومن أشهر أنواع الطاقة المتجددة:
-الطاقة الشمسية:ويوجد منها نوعان النشطة والسلبية، حيث تستخدم الطاقة الشمسية النشطة الألواح لإنشاء مصدر طاقة متجددة مغلق الحلقة، في حين تقوم الطاقة الشمسية بتوجيه المباني للحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس، يُمكنها امتصاص وعكس ونقل الطاقة الحرارية وعزل المبنى.
-طاقة الرياح:تستخدم طاقة الرياح الهواء لتوليد الكهرباء، حيث يُمكن للتوربينات الكبيرة أن تُفيد الشركات والمصانع كذلك أصحاب العقارات الشخصية، ومن الأفضل تصميم المباني التي تصل إليها الرياح بشكل أكبر لتحقيق أقصى قدر من الفوائد مثل الأراضي المُسطحة غير المحمية أو الإرتفاعات العالية.
-الطاقة الكهرومائيّة:تأتي الطاقة الكهرومائيّة من المياه المتحركة، في حين أن المصادر المصادر المهمة يُمكنها أن توفر الكثير من الطاقة من خلال منشآته، إلا أن البعض الآخر يُمكن أن يكون صغيرًا أو حتى ربما يكون بلا سد.
إنخفاض الإنبعاثات
من المعروف أنه عندما يدخل ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، فإنه يزيد من تأثير الإحتباس الحراري الطبيعي، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية، ومن خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة ودمج أنظمة أكثر كفاءة يُمكن لشركات البناء خفض انبعاثات الكربون بشكل كبير، كما أن خفض كمية الإنبعاثات التي تدخل إلى الغلاف الجوي ومعالجة المشكلة من مصدرها، يتطلب قدرًا أقل من الأموال والموارد اللازمة لتطوير استراتيجيّات التخفيف من آثار تغيّر المناخ.
إنخفاض تكاليف البناء
تُعد تكاليف صيانة مباني مُستدامة أقل بكثير من صيانة البناء التقليدي، حيث يُمكن إكمال العديد من المباني المستدامة جزئيًا أو كليًا في مكانٍ آخر، الأمر الذي يحد من الموارد المستخدمة في موقع العمل، كما تتمتع المباني المُستدامة أيضًا بقيمة أكبر على المدى الطويل مُقارنةً بالبدائل التقليديّة.
زيادة الإنتاجيّة
كشفت الدراسات بأن الأشخاص المُحاطون بعناصر الضوء الطبيعي وعناصر الطبيعة، يكونوا أقل توترَا وأكثر إنتاجيّة، وهذا الأمر يلعب دورًا حيويًا في المنافسة التجاري والعرض والطلب، كما يُمكن للمباني المصممة بشكل مُستدام أن ترفع من الروح المعنوية.
الصحة البدنية
تُساعد الطبيعة الأفراد على التخلص من التوتر من خلال التمعن والنظر في المناظر الطبيعيّة الخلّابة المُحيطة بالمبنى وضوء الشمس والمساحات الخضراء في الداخل، كما يُمكن للمهندسين المعماريين والمُصممين من إنشاء بيئات تخفض من ضغط الدم وتقلل من معدل ضربات القلب السريع المرتبط بالقلق.
الصحة النفسية
يُمكن للمواد الطبيعيّة المُستدامة مثل الخشب والحجر أن تقلل من تأثير العديد من الحالات التي قد تصيب بعض الأشخاص بما في ذلك الإكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى أن تقليل تلوث الهواء يُمكن أن يُساعد السكّان على التنفس بشكل أسهل وقضاء المزيد من الوقت في ضوء الشمس.
التعليم
توفر المباني المُستدامة فرصًا مميزة لتثقيف أكبر فئة من الجمهور حول الإهتمتم بالبيئة، كما أن وجود مرافق تحتوي على موارد الطاقة المتجددة والمواد الطبيعيّة والممارسات المستدامة، يمكن أن يلهم الآخرين لجعل منازلهم وأعمالهم أكثر صداقة للبيئة.