2024-11-26

الإستدامة العقاريّة ودورها في مواجهة الأزمات الإقتصاديّة

في ظل الأزمات الإقتصاديّة التي تُواجهنا في الوقت الراهن يتبادر إلى ذهن العديد من الأفراد سؤال حول قدرة العقارات على تحمّل الأزمات والمشاكل الإقتصاديّة ومدى قُدرتها على مُجابهتها، فعلى الرغم من أن الأزمات الإقتصاديّة الصعبة من المُمكن أن تؤثر على سوق العقارات إلا أن هُناك بعض الدلائل التي تُشير إلى أن العقارات يمكن أن يكون لها دور مهم في التخفيف من تأثيرات الأزمات والمُساهمة في استقرار البلاد.

ما هي الأهمية الإستراتيجيّة للإستدامة العقاريّة؟

1- توفير فُرص اقتصاديّة جديدة في الإقتصاد، بحيث يُساهم في تقليل التكاليف البيئيّة، وتكاليف الطاقة، وزيادة كفاءة استخدام الموارد مما يؤدي إلى توفير المزيد من الوقت والموارد للإستثمار في أنشطة أخرى.

2- تغيير السُمعة وجذب العُملاء، بحيث تعكس اهتماماتهم بالبيئة والمُجتمع ونتيجةً لذلك، فإن العقارات المُستدامة تجذب المُستأجرين والمُشترين الذين يُفضلون الإستثمار في مشاريع مُستدامة ومُلتزمة بالمسؤوليّة الإجتماعيّة.

3- الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعيّة، من خلال اعتماد مبادئ الإستدامة في تطوير وإدارة العقارات، بحيث يتم تقليل استهلاك الموارد الطبيعيّة والتأثير السلبي على البيئة، مما يُساهم في خلق مُستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

4- تحسين جودة الحياة بفضل استخدام التكنولوجيا الخضراء والتصاميم البيئيّة مما يسهم في تحسين جودة الحياة وصحّة السكّان في المُجتمعات العقاريّة.

5- تحقيق التوازن البيئي والإقتصادي، بحيث تُساهم في تقليل البصمة البيئيّة للمباني وتحسين كفاءة استخدام الموارد مما يُسهم في تحقيق الإستدامة البيئيّة وتحقيق الربحية الإقتصاديّة في آنٍ واحد.

6- تعزيز الإبتكار والتطوير التكنولوجي، نظرًا لأنه يُشجع على تطوير واعتماد التكنولوجيا الخضراء مما يُعزز من التقدم التكنولوجي ويفتح الباب أمام فرص جديدة في مجالات البناء والتشييد وإدارة الموارد بشكلٍ أكثر فعاليّة.

استراتيجيّات تعزيز استدامة العقارات

1- تبنّي ممارسات أكثر استدامة في تطوير وإدارة العقارات ويشمل ذلك استخدام تقنيات البناء المُتدامة لتحسين كفاءة الطاقة وتعزيز استخدام الموارد البيئيّة المُتجددة، وتجهيز العقارات بتقنيات الإستدامة البيئيّة مثل الطاقة الشمسيّة ومياه الأمطار كما يجب مُراعاة تصميم العقارات بشكلٍ يُسهم في تحسين جودة الحياة وصحّة المُستخدمين مثل توفير الفضاءات الخضراء والمناطق الترفيهيّة.

2- توظيف تكنولوجيا المعلومات والتوجّه نحو الأعمال الرقمية لتحسين استدامة العقارات، بحيث يُمكن استخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي والأجهزة الذكية في إدارة العقارات والتقليل من استهلاك الطاقة والمياه.

3- يجب توعية المُستثمرين وأصحاب الملكيّة بأهمية الإستدامة وتحفيزهم على اتخاذ خطوات في هذا الإتجاه، بحيث يُمكن تقديم الحوافز الماليّة والضريبيّة للمُستثمرين الذين يتبنون مشاريع عقاريّة مُستدامة وتعزيز الوعي بفوائد العقارات المُستدامة في الطويل الأجل والقيمة المُضافة التي تُقدمها.